قَاْلَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُكَرَّمِ: وَقَدْ رُوِيَ بَيْتَ الْأَعْشَى مَحْرُومَ النِّصْفِ: غَارَ لَعَمْرِي فِي الْبِلَادِ وَأَنْجَدَا وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: غَارَ يَغُورُ غَوْرًا أَيْ: أَتَى الْغَوْرُ، فَهُوَ غَائِرٌ | وَمَاءٌ غَوْرٌ: غَائِرٌ، وَصْفٌ بِالْمَصْدَرِ |
---|---|
ذكر من قال ذلك: 2091- حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدثنا القاسم بن الفضل, عن كثير أبي سهل, قال: سألت الحسن عن " الحنيفية ", قال: حج البيت | وإنما رجحت -هنا- أنه "محمد بن عبادة" : لأن "محمد بن عمارة الأسدي" مفقود ذكره في كتب التراجم والرواية |
وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا | ولكنه جاء هنا -كما ترى- باسم "محمد بن عبادة" |
---|---|
وقوله في البيت الثالث "عاق" ، أي عائق ، فقلب ، والعقاق : السرعة في الذهاب بالشيء | وَقَالَ الْفَرَّاءُ: أَغَارَ لُغَةٌ بِمَعْنَى غَارَ، وَاحْتَجَّ بِبَيْتِ الْأَعْشَى |
وقيل: إنما سمي دين إبراهيم الإسلام " الحنيفية "، لأنه أول إمام لزم العباد -الذين كانوا في عصره، والذين جاءوا بعده إلى يوم القيامة- اتباعه في مناسك الحج, والائتمام به فيه.
16الْأَصْمَعِيُّ: غَارَ الرَّجُلُ يَغُورُ إِذَا سَارَ فِي بِلَادِ الْغَوْرِ؛ هَكَذَا قَاْلَ الْكِسَائِيُّ؛ وَأَنْشَدَ بَيْتَ جَرِيرٍ أَيْضًا: فِي الْمُنْجِدِينَ وَلَا بِغَوْرِ الْغَائِرِ وَغَارَ فِي الشَّيْءِ غَوْرًا وَغُئُورًا وَغِيَارًا، عَنْ سِيبَوَيْهِ: دَخَلَ | وَأَغَارَ عَيْنَهُ وَغَارَتْ عَيْنُهُ تَغُورُ غَوْرًا وَغُئُورًا وَغَوَّرَتْ: دَخَلَتْ فِي الرَّأْسِ، وَغَارَتْ تَغَارُ لُغَةٌ فِيهِ؛ وَقَالَ الْأَحْمَرُ: وَسَائِلَةٍ بِظَهْرِ الْغَيْبِ عَنِّي أَغَارَتْ عَيْنُهُ أَمْ لَمْ تَغَارَا؟ وَيُرْوَى: وَرُبَّتَ سَائِلٍ عَنِّي خَفِيٍّ أَغَارَتْ عَيْنُهُ أَمْ لَمْ تَغَارَا؟ وَغَارَ الْمَاءُ غَوْرًا وَغُئُورًا وَغَوَّرَ: ذَهَبَ فِي الْأَرْضِ وَسَفَلَ فِيهَا |
---|---|
ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْمُغَوِّرُ النَّازِلُ نِصْفَ النَّهَارِ هُنَيْهَةً ثُمَّ يَرْحَلُ | وَفِي حَدِيثِ سَهْلٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي غَزَاةٍ، فَلَمَّا بَلَغْنَا الْمُغَارَ اسْتَحْثَثْتُ فَرَسِي، قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: الْمُغَارُ، بِالضَّمِّ، مَوْضِعُ الْغَارَةِ ڪَالْمُقَامِ مَوْضِعُ الْإِقَامَةِ، وَهِيَ الْإِغَارَةُ نَفْسُهَا أَيْضًا |
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: قَاْلَ يَوْمَ الْجَمَلِ: مَا ظَنُّكَ بِامْرِئٍ جَمَعَ بَيْنَ هَذَيْنِ الْغَارَيْنِ؟ أَيِ الْجَيْشَيْنِ؛ قَاْلَ ابْنُ الْأَثِيرِ: هَكَذَا أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى فِي الْغَيْنِ وَالْوَاوِ؛ وَذَكَرَهُ الْهَرَوِيُّ فِي الْغَيْنِ وَالْيَاءِ، وَذَكَرَ حَدِيثَ الْأَحْنَفِ وَقَوْلَهُ فِي الزُّبَيْرِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: وَ الْجَوْهَرِيُّ ذَكَرَهُ فِي الْوَاوِ، قَالَ: وَالْوَاوُ وَالْيَاءُ مُتَقَارِبَانِ فِي الِانْقِلَابِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ فِتْنَةِ الْأَزْدِ: لِيَجْمَعَا بَيْنَ هَذَيْنِ الْغَارَيْنِ.
10