وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وآله وصحبه أجمعين | فكان ينبغي تقييدهم العبادة بعبادة الله لا بمطلق العبادة |
---|---|
جـ - حقيقة العبادة ومفهومها في الإسلام وحقيقة العبادة: هي استسلام القلب والجوارح لله حبًا وخضوعًا له، وخوفًا من عقابه، لا شريك له في شيءٍ من ذلك ألبته، فهو المستحقُّ للعبادة وحده دون ما سواه |
كيف تصبح الأمور المباحة عبادة فالعبادة تشمل أعظم من العبادات والشعائر، بل هي تشمل كل أمر من الأمور إذا أخلصت فيه النية لله عزَّ وجلَّ.
أعاذنا الله وإياكم منه؛ فعلينا أن نحذر مصائده، وأن نحذر حبائله | ولا شك أن فحوى كلام السيد محمد الصدر يقودنا إلى القول بتبنيه فكرة اتحادها — أي العبادة والطاعة- من حيث المعنى، فالعبادات الشرعية مثل الصلاة والصيام والصدقات، أطلق عليها السيد الصدر: الطاعات الشرعية الظاهرية، والعبادات الشرعية الباطنية مثل الإخلاص والتوكل والتسليم أطلق عليها الطاعات الداخلية، فلا فرق إذن بين المصطلحين، والملاحظ إن السيد الصدر لم يكتف بذلك، بل انه فسّر العبادة الواردة في الآيات السالفة الذكر على أنها طاعة على نحو ما وجدنا في تفسيره قول الله تعالى: أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يبَنِي آدَمَ أَن لاَّ تَعْبُدُواْ الشَّيطَان يس: 60 ، فقد فسر العبادة بطاعة الشيطان، وهذا يدل على انه لا يفرق بين العبادة والطاعة، بل هما يحملان مدلولا واحدًا قائما على أساس الخضوع والانقياد لله تعالى |
---|---|
فواجب العباد -جميعاً- أن يُعنوا بهذه الفريضة، وأن يقيموها في بيوت الله مع جماعة المسلمين، وأن يراعوا فيها خشوعها، وواجباتها، وأركانها، وسننها | قال الراغب: العبودية: إظهار التذلل، والعبادة أبلغ منها لأنها غاية التذلل -قال الزجاج ومعنى العبادة في اللغة: الطاعة مع الخضوع 2 وقال الجوهري أصل العبودية: الخضوع والتذلل ------ قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي - العبادة روحُها وحقيقتُها تحقيقُ الحبِّ والخضوع لله؛ فالحب التام والخضوع الكامل لله هو حقيقة العبادة، فمتى خلت العبادة من هذين الأمرين أو من أحدهما فليست عبادة؛ فإن حقيقتها الذل والانكسار لله، ولا يكون ذلك إلا مع محبته المحبة التامة التي تتبعها المحاب كلها --- وعرفها بتعريف شيخ الاسلام بن تيمية فقال: العبادة والعبودية لله اسم جامعٌ لكل ما يحبه الله ويرضاه من العقائد، وأعمال القلوب، وأعمال الجوارح؛ فكل ما يقرب إلى الله من الأفعال، والتروك فهو عبادة؛ ولهذا كان تارك المعصية لله متعبداً متقرباً إلى ربه بذلك |
الثاني : الحقيقة العرفية الخاصة وهي ما لكل طائفة من العلماء من الإصطلاحات التي تخصهم ، كالنقص والكسر والجمع للفقهاء ، والجوهر والعرض للمتكلمين ، والرفع، والنصب والجر للنحاة.
4