وقد رَدَّ الشيخ رحمه الله على من حرم التمساح لأنه ذو ناب من السباع ، بأن هذا إنما هو في سباع البر ، أما سباع البحر فلها حكم آخر ، ولهذا فإن سمك القرش يجوز أكله ، مع أنه له ناباً يفترس به | قال: وهل قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال نعم |
---|---|
وأمّا القولُ بأنّ دليلَ تحريمِ ذواتِ الأنيابِ من السّباع وَرَدَ متأخِّرًا عن الحديث المبيح لأكل الضّبُع فدلّ على أنّه منسوخٌ، فهو غيرُ صحيحٍ لعمومِ الإحرام وجزاءِ ما قَتَلَ منَ الصَّيد بمثله من النَّعَمِ، لاحتمال أن يكونَ متأخِّرًا عن الأوّل، ولأنّ الخاصَّ —من جهةٍ أخرى- يُخصَّص به العموم كما هو مذهبُ جمهورِ الأصوليّين، سواء كان الخاصّ سابقًا على العامّ أو متأخِّرًا، خلافًا للأحناف الذين يرَوْنَ أنّ دلالةَ العامّ قطعيّةٌ، فإنْ وردت بعد دلالة الخاصّ التي هي قطعيّةٌ -أيضًا- فإنّ المتأخِّرَ ينسخُ المتقدِّمَ بعد معرفةِ تاريخَيْهما، ولا شكَّ أنّ مذهبَ الجمهور أولى وأقوى؛ تقديمًا للجمع على النّسخ الاحتماليّ، وإعمالُ كلِّ الأدلّة أولى من إهمالِها أو إهمالِ بعضِها | وقد ذكر هذين الجوابين الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" |
والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلم تسليمًا.
5الجواب : نعم ، لكنه ليس من السباع ، ولهذا ليس ما يحرم في البر يحرم نظيره في البحر ، فالبحر شيء مستقل ، حتى إنه يوجد غير التمساح مما له ناب يفترس به ، مثل : " القِرش " | اقرأ المزيد: الأخذ بالجواز أم التحريم؟ يوجد خلاف بين العلماء أيضا حول القول الراجح، فهناك من يرى أن الأحرى الأخذ بالقول الذي يُجيز تناولها، لأن الأدلة التي استند عليها الأئمة والتي تقول بالجواز تتحدث عن الضبع بشكل خاص، أما الأدلة التي استند عليها من أفتوا بالتحريم، فهى عامة أي لم تخص الضبع تحديدا |
---|---|
موسوعة فتاوى الفقهاء تعريف موسوعة فتاوى الفقهاء تهدف الموسوعة إلى نشر فتاوى فقهائنا السابقين رحمهم الله تعالى؛ خدمة للباحثين في الفقه الإسلامي، وتيسيراً لوصول هذا التراث الفقهي العظيم إلى عموم الأمة، تكميلاً لقسم الفتاوى الذي يُعنى بنشر ما يصدر عن دائرة الإفتاء من مسائل شرعية | هل يجوز اكل الضبع في الإسلام بعد الإطلاع على الكتب التشريعية والفقهية التي تحدثت حول مسألة أكل لحوم الضبع في الإسلام وبيان الحكم الشرعي من هذه المسألة تبين أن هناك اختلاف في أقوال العلماء وأهل العلم بشأن هذه المسألة، وهناك رأيان مختلفان الرأي الأول هو رأي مذهب الحنيفة والرأي الثاني من أكثر الآراء حكما على هذه المسألة، وهو رأي جمع بين ثلاث مذاهب الحنيفة والشافعية والحنابلة والظاهرية والرأي الثاني هو أكثر الآراء ويجب التعرف عليهم وتفصيلهم وفق ما جاء فيهم مع الاستدلال بالحكم |
الجـواب: الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على منْ أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمَّا بعد: فأكلُ الضَّبُعِ أحلّه جمهور أهل العلم، وهو مذهب الشّافعيّة والحنابلة والظّاهريّة ، لقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم: « الضَّبُعُ صَيْدٌ فَكُلْهَا، وَفِيهَا كَبْشٌ مُسِنٌّ إِذَا أَصَابَهَا الْمُحْرِمُ» ، وفي روايةٍ: « الضَّبُعُ صَيْدٌ، فَإِذَا أَصَابَهُ الْمُحْرِمُ فَفِيهِ جَزَاءُ كَبْشٍ مُسِنٍّ وَيُؤْكَلُ».
16