من رأى منكم منكرا فليغيره بيده. شرح حديث " من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه

المفرداتُ: 1 مَنْ رَأَى : مَنْ شَرْطِيَّةٌ تَدُلُّ على أَنَّهُ يُشْتَرَطُ في الإِنكارِ وُجُودُ المُنْكَرِ، فإِنْ لمْ يُوجَدْ فَلا يَجِبُ إِنْكَارُهُ؛ لأنَّ افْتِعَالَ الشيءِ معَ عَدَمِ وُجُودِهِ تَكَلُّفٌ، وَليسَ الدِّينُ افْتِرَاضاً وَإِنَّمَا هوَ عَمَلٌ والظروف تختلف من زمن إلى زمن، ومن مكان إلى مكان، كما أن الذي يغير المنكر يختلف حاله من وقت إلى وقت، ومن مكان إلى مكان، فلابد أن تراعى الظروف والأحوال عند الإقدام على تغيير المنكر أو الإحجام عن تغييره
وقال تعالى: { كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} سورة المدثر: 38 فإن قال قائل:هل يكفي في إنكار القلب أن يجلس الإنسان إلى أهل المنكر ويقول:أنا كاره بقلبي؟ فالجواب :لا،لأنه لو صدق أنه كاره بقلبه ما بقي معهم ولفارقهم إلا إذا أكرهوه، فحينئذ يكون معذوراً

Hadith 34, 40 Hadith an

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

حديث من رأى منكم منكرا فليغيره
سدد اللّه قلمكم لبيان الحق من الباطل، آمين
شرح الحديث النبوى الشريف من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن
شرح حديث " من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه
وكذلك لا يلزم من يخشى على ماله وعرضه من النهب أو الانتهاك إذا أمر أو نهى أو نحو ذلك
وقد روي عن أحمد ما يدل على الاكتفاء بالإنكار بالقلب ، قال في رواية أبي داود : نحن نرجو إن أنكر بقلبه ، فقد سلم ، وإن أنكر بيده فهو أفضل ، وهذا محمول على أنه يخاف كما صرح بذلك في رواية غير واحد وقدْ رُوِيَ مَعْنَاهُ منْ وُجُوهٍ أُخَرَ
الفوائِدُ: 1- أَهَمِّيَّةُ الأمرِ بالمعروفِ وَالنَّهْيِ عَن المُنْكَرِ

شرح حديث: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده

.

27
شرح وترجمة حديث: من رأى منكم منكرا فليغيره
أن الإيمان عمل ونية، لأن النبي صلى الله عليه وسلم جعل هذه المراتب من الإيمان، والتغيير باليد عمل، وباللسان عمل، وبالقلب نية، وهو كذلك، فالإيمان يشمل جميع الأعمال وليس خاصاً بالعقيدة فقط لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " الإيمَانُ بِضعٌ وَسَبعُونَ شُعبَة، أو قال: وَستونَ شُعبَة، أَعلاهَا: قَولُ لاَ إِلهَ إِلا الله، وَأَدناهَا إِماطَةُ الأَذَى عَنِ الطَريقِ" 3 فقول: لا إله إلا الله قول لسان، وإماطة الأذى عن الطريق فعل الجوارح والحياء وهذا عمل قلب مِنَ الإيمَانِ ولا حاجة أن نقول ما يدور الآن بين الشباب وطلبة العلم :هل الأعمال من كمال الإيمان أو من صحة الإيمان؟ فهذا السؤال لا داعي له،أي إنسان يسألك ويقول: هل الأعمال شرط لكمال الإيمان أو شرط لصحة الإيمان؟
شرح وترجمة حديث: من رأى منكم منكرا فليغيره
وقد يكون بمنع الفاعل من الفعل قبل حدوثه، بأن يخلصه من ظلمه قبل الوقوع فيه
فصل: معنى حديث من رأى منكم منكرا:
قالَ الأَوْزَاعِيُّ: مُرْ مَنْ تَرَى أنْ يَقْبَلَ مِنْكَ
وقال ابن شبرمة : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كالجهاد ، يجب على الواحد أن يصابر فيه الاثنين ، ويحرم عليه الفرار منهما ، ولا يجب عليه مصابرة أكثر من ذلك وقالَ طَاوُوسٌ: أَتَى رَجُلٌ ابنَ عَبَّاسٍ فقالَ: ألا أَقُومُ إلى هذا السُّلْطَانِ فَآمُرَهُ وَأَنْهَاهُ؟ قالَ: لا تَكُنْ لهُ فِتْنَةً، قالَ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ أَمَرَنِي بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ؟ قالَ: ذلكَ الَّذي تُرِيدُ، فَكُنْ حِينَئِذٍ رَجُلاً
وأمره بالرفق، بعث موسى وهارون، وهما خير منك، إلى فرعون وهو شر مني، فقال لهما: اذهبا إلى فرعون إنه طغى وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم

إسلام ويب

وهذا هو أقوى الإيمان وليس أضعفه.

5
شرح حديث (من رأى منكم منكرا فليغيرة بيدة..)
وسواء أكان الحرام من الصغائر أم من الكبائر، وإن كانت الصغائر قد يتساهل فيها ما لا يتساهل في الكبائر، ولاسيما إذا لم يواظب عليها، وقد قال تعالى: إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلاً كريمًا
شرح حديث " من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه
فهمٌ خاطئٌ: يُخطِئُ كثيرٌ مَن المسلمينَ في فهم هذه الآيَةِ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}، فيُبرِّرونَ عجزَهُم وتقصيرَهُم في إنكارِ المنكرِ بها، ولقدَ قوَّمَ الصِّدِّيقُ -رَضِي اللهُ عَنْهُ - فهْمَ هؤلاءِ حيثُ قالَ: يا أيـُّها النـَّاسُ، إنَّكُم تقرءونَ هذه الآيَةَ وتضعونَهَا علَى غيرِ مواضعِهَا، {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتَمْ}، وإنَّا سمعْنَا النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقولُ: إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الظَّالِمَ فَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللهُ بِعِقَابٍ مِنْهُ
بيان معنى حديث: (من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده..)
وقالَ الحافظُ: يُحتملُ أن تكونَ القصَّةُ تَعدَّدَتْ، ويَدُلُّ علَى ذلك المغايَرةُ الواقعةُ بين رِوايتي عِيَاضٍ ورجاءٍ، ففي روايَةِ عِيَاضٍ أنَّ المنبرَ بُنِي بالمصلَّى، وفي روايَةِ رجاءٍ أنَّ مَرْوانَ أخرجَ الْمِنْبَرَ معَهُ، فلعلَّ مَرْوانَ لمَّا أَنْكَرُوا عليهِ إخراجَ الْمِنْبَرِ، تَرَكَ إخراجَهُ بعدُ، وأَمَرَ ببنائِهِ مَن لَبِنٍ وطينٍ بالمصلَّى، ولا بُعدَ في أن يُنكَرَ عليهِ تقديمُ الخطبةِ علَى الصَّلاةِ مرَّةً بعدَ أخرَى، ويدلُّ علَى التَّغايُرِ أيضًا أنَّ إنكارَ أبي سعيدٍ وقعَ بينَهُ وبينَهُ، وإنكارَ الآخرِ وقعَ علَى رءُوسِ النَّاسِ