وقد قص الله تعالى قصتهم في أكثر من موضع باسم أصحاب الأيكة،: «وَإِنْ كَانَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ»، و«كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ»، و«وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ أُولَئِكَ الْأَحْزَابُ»، وقوله تعالى: «وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ» | فأُتي الملك فقيل له: أرأيت ما كنت تحذر، قد والله نزل بك حذرُك قد آمن الناس |
---|---|
و لا تزال آثارهم شاهدة عليهم إلى الآن في مدينة البدع |
و شعيب عليه السلام هو أحد الأنبياء الأربعة من العرب بجانب : هود و صالح و محمد افضل الخلق عليهم جميعا الصلاة و السلام.
22و كان ردهم عليه أن سخروا منه و من كلامه و استنكروا ما يقول | و تارة أخرى ذكروا بعذاب الرجفة في سورة الأعراف و هي تعنى الهزة الأرضية الشديدة |
---|---|
و قد لجأ إليهم سيدنا موسى عليه السلام حينما فر هاربا من بطش فرعون | كيف كان موقف أصحاب الأيكة من دعوة شعيب؟ دعا شعيب عليه السلام قومه إلى متلطفًا معهم فكان ردهم عليه مليئًا بالاستعلاء والجفاء فقالوا: {يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ}، أي لا نعلم حقيقة ما تدعونا إليه من ترك الأوثان والتصرف في الأموال، وبعد ذلك هددوه باستخدام القوة فقالوا: {وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا ۖ وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ}، فاستمر شعيب في دعوتهم وهددهم بعذاب الله فلم يستجيبوا له، فأنزل الله عليهم العذاب |
فقال الناس: آمنا برب الغلام، آمنا برب الغلام، آمنا برب الغلام | فبينما هو على ذلك إذ أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس، فقال: اليوم أعلم آلساحرُ أفضل أم الراهب أفضل؟ فأخذ حجرًا فقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحبَّ إليك من أمر الساحر، فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس، فرماها فقتلها ومضى الناس، فأتى الراهب فأخبره، فقال له الراهب: أي بُنَيَّ، أنت اليوم أفضل مني، قد بلغ من أمرك ما أرى، فإن ابتُليت فلا تدُلَّ عليَّ |
---|---|
أحكام الجنائز للألباني ص161 |
من القصص التي يقف عندها القرآن الكريم في أكثر من موضع، قصة أصحاب الأيكة، فمن هم هؤلاء؟ هم قوم مدين الذين عبدوا شجر الأيك من دون الله عز وجل، وقد سكنوا صحراء النقب في فلسطين، وأرسل الله إليهم أكثر من نبي إلا أنهم بغوا وطغوا، قال تعالى: «وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ».
28