وكم لله من لطف خفي. رَحّاَل (31) ” فَكَم للهِ مِن لُطفٍ خَفيٍ “

عطَّل حركة البشرية وتنقلاتها، أوقف الاقتصاد، وعرقل خطط التنمية والصناعات والاختراعات تفقُّد آفات النفس وأخلاقها الردية وتزكيتها قبل أن تتفلت
التفكر في حكم الله البالغة، وألطافه الخفية، ورحمته الواسعة، والقيام لله بواجب الحمد والشكر

وكم لله من لُطفٍ خفيّ!

فقام بعض أكابر الصحابة يطلبون القبض على قتلة عثمان فتريث ولم يتعجل في الأمر فغضبت عائشة ومعها جمع كبير في مقدمتهم طلحة والزبير فقاتلت علياً في وقعة الجمل سنة 36هـ وظفر علي فيها بعد أن بلغ عدد القتلى من الفريقين نحو 10.

10
Stream بهاء سلطان
لكن هل يقارن هذا بأعداد القتلى والمشوهين والمشردين والجائعين لو كانت الحرب هي البديل
وكم لله من لطفٍ خفي!
الاجتهاد في الأخذ بأسباب العافية الشرعية كالأذكار والقدرية التي ينصح بها أهل الطب والخبرة والرقية واستعمال الطب النبوي الوقائي الاستسلام لقضاء الله وق دره والرضى بما ينزل به فيتقلب المرء بين الشكر على النعمة والعافية، والصبر على البلاء والمرض
وكم لله من لطفٍ خفي!
تفقُّد نواهيه وحدوده فيتوب مما اقترفه ويعيد المظالم والحقوق لأهلها الاستعداد للموت بأحسن ما يستطيعه الإنسان، فالموت آتٍ لا محالة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد: فهذا الدعاء صحيح المعنى، ولكن لا نعلمه مأثورًا عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وقد بينا في الفتوى رقم: ، حكم الدعاء بما ليس بمأثور فراجعها المؤمن ينزل به البلاء فيتعظ ويرجع ويتوب، يميل مع البلاء يمنة ويسرة، أما المنافق فلا يهتز لبلاء وقع ولا يتعظ لآية نزلت وظائف المؤمن عند البلاء: الكيّس من تفكر فيما نزل بأهل الأرض، وقام لله بما وظفه فيه، ولم ينشغل عما أريد له

وكم لله من لُطفٍ خفيّ!

سيتألم أفراد بسبب هذا المرض، ويموت آخرون، ويجوع آلاف.

20
Stream بهاء سلطان
ثم كانت وقعة النهروان بين علي ومن سخط عليه حين رضي بتحكيم أبي موسى الأشعري وعمرو بن العاص بينه وبين معاوية 38 هـ فتمكن الإمام علي منهم وقتلوا جميعاً وكان عددهم نحو 1800
خَفِيُّ الُلطفِ ..
وأفحم الملاحدة حتى أقروا بقدرة العظيم الجبار وخضعت ألسنتهم وقلوبهم لجبروته، أوقف مجمعات الخنا والفجور، وحفلات الرقص والطرب، ستر العورات، وفرَّق المختلطين رغمًا عنهم
وكم لله من لُطفٍ خفيّ!
تفكرتُ في حالي كيف كنت أتحرى مواطن الإجابة وألوذ بها داعية راجية أن يتمم الله ما أردت فيصرفه سبحانه بلطفه عني ياالله ما أعظم رحمة ربنا بنا, يَرُد دعاء السائل المتضرع لأنه أعلمُ بما فيه صلاحه! فالعالم كله يقف كالتلميذ الذي يؤدبه مُعلمه، فيتركه للأيام تقلبه كيفما يشاء، يٌخطئ ويتمادي، يظلم ويتجبر حتي إذا ما أمن قدرته وقوته إستغني عن الله مُدبر الأمر، فكم من موقعة خاضتها البشرية ضد نفسها فتتآكل كما يأكل النار الهشيم، وكم من جيوش بالألوف المؤلفه قد فَنَت عن أخرها في حروب ما لها من قرار مُستقيم ولا قيادة قويمة، لله قد رفعنا أيدينا منذ الصغر أن يقهر المُعتدي والباغي، علي الظالمين يارب أن قد جاوزوا المدي، وأن نفوسنا الضعيفة قد خارت عزيمتها وتهاوت كبيوت أسقطتها زخات الرصاص ودانات المدافع