وليس المقصود من الآية كما يعتقد بعض المسلمين أن يستسلم للواقع المهين ويرضى بالظلم ويقنع بالمهانة ويقول — مهملا الأخذ بالأسباب — الحمد لله على كل حال هذه إرادة الله!!! | فالله هو الملك صاحب التصرف المطلق الآمر الناهي الذي يصرف أمور عباده كما يشاء |
---|---|
وقال تعالى: كل شي هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون | }وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ { فكل ما حولك يشهد بأنه سبحانه سلام، وأنه سلم عباده، فإن كنت مريضًا فتأمل في معنى اسمه السلام وادعه به، وإن كنت خائفًا مذعورًا فتذكر تسليمه لعباده وحفظه لهم |
يقول تعالى في سورة الأعراف الآية 180 وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ.
11ثم بالخروج منه بسبب رؤيا الملك العظيمة ، وانفراده بتعبيرها ، وتبوئه من الأرض حيث يشاء ، وحصول ما حصل على أبيه من الابتلاء والامتحان | قال الزجاج : " وَهُوَ فِي وصف الله يُفِيد أَنه المحسن إِلَى عباده فِي خَفَاء وَستر من حَيْثُ لَا يعلمُونَ ، ويسبب لَهُم أَسبَاب معيشتهم من حَيْثُ لَا يحتسبون " |
---|---|
ويجب إحصاءها بالقلب قبل العقل واللسان، وتدبر معانيها واستشعار قيمتها، في السطور التالية نقدم لكم من خلال موسوعة معنى | فإذا رأيت الله تعالى قد يسر العبد لليسرى ، وسهل له طريق الخير ، وذلل له صعابه ، وفتح له أبوابه ، ونهج له طرقه ، ومهد له أسبابه ، وجنبه العسرى : فقد لطف به " |
وتجدر الإشارة إلى أنّها سُمِّيت بالحُسنى؛ لدلالتها على أعظم و أجلّ مُسمّىً؛ وهو الله، ولتضمُّنها صفاتٍ تدلّ على الذي لا يشوبه نَقصٌ؛ سواءً تقديراً، أو احتمالاً، ولأنّها تدلّ على اسم الله الأجلّ، والأعظم، والأقدس، وقد قال ابن القيِّم: "أسماؤه- سبحانه وتعالى- كلُّها أسماء مدحٌ، وثناءٌ، وتمجيدٌ؛ ولذلك كانت حُسنى"، وتدلّ أسماء الله على ، وكَرَمه، وجُوده، وفيها التعظيم لله -تعالى-، والإكبار له، وذَكَر السعديّ أنّ كلّ اسمٍ من أسماء الله -تعالى- هو حَسَنٍ على انفراده، وفيه صفة الكمال؛ ولذلك سُمِّيت الحُسنى، وكلّ اسمٍ يدلّ على الصفة التي اشتُقّ منها كاملة، ويتمثّل معانيها جميعها؛ إذ إنّ الله -تعالى- لا يُوصَف إلّا بأحسن ، ويُثنى عليه بأحسن أشكال الثناء؛ فكلّ اسمٍ يقوم مَقامه، أو يدلّ على معناه، وليس مَقام اسمٍ آخر؛ فاسم الرحمن يدلّ على صفة ، واسم العزيز يدلّ على صفة العِزّة، وجميع الأسماء والصفات مُتَّفِقةٌ في دلالتها على الله -عزّ وجلّ-؛ فدلالة الأسماء مُترادفةٌ في الدلالة على الذات، ومُختلفةٌ في دلالتها على الصفات.