قال : هذا مدحٌ منه تعالى للمنفقين في سبيله، وابتغاء مرضاته في جميع الأوقات مِن ليلٍ أو نهارٍ، والأحوال مِن سرٍّ وجهار، حتى إنَّ النَّفقة على الأهل تدخل في ذلك أيضًا | ومَن بَذَلَ الأكثر وأبقى لنفسه شيئًا، فهو صاحب جود |
---|---|
كما كان والنزاعات المستمرة بين القبائل دوراً في انتشار الكرم وحرص عليه، فكان من آثار الحروب انتشار والبؤس في فقل فأحسوا ينشب أنيابه بين أحشائهم ويكاد يفتك بهم وخاصة المسافرين أو عابري السبيل، فقدروا معنى الإنسانية الحقيقية بتقديم ما يحفظ على الإنسان حياته أو يسد رمقه أو يروى غلته ولذلك عظموا الكرم وإطعام الطعام ووصفوا بالكرم عظماء القوم وكان الكرم في مقدمه الفضائل التي يحب العربي أن يتحلى بها | يُشار إلى أن هناك علاقة أُخوّة تربط بين أبي جعفر والصحابي الجليل محمد بن أبي بكر رضي الله عنهم جميعاً، وجاء ذلك بعد أن تزوجت والدته بأبي بكرٍ الصديق رضي الله عنه وأنجبت منه محمد، كما تجمعه أخوة بيحيى بن علي بن أبي طالب أيضاً، فقد تزوجت بنت عميس بعلي بن أبي طالب بعد وفاة أبي بكر رضي الله عنه، أما أبو جعفر فقد تزوّج من الصحابيّة زينب بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، وأنجب منها خمسة أبناء منهم محمد ومعاوية وعون وإسحاق وإسماعيل |
روى أبو جعفر عبد الله بن جعفر الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن سمعها عنه بالرغم من صغر سنه، لذلك يعتبر واحداً من صغار الصحابة، وكما أنه الأصغر سناً عند بني هاشم ممن صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشارك في مبايعة الرسول في سنة 8 للهجرة، كما روى الأحاديث عن أمه أسماء بنت عميس، والصحابة رضوان الله عليهم عمار بن ياسر، وعثمان بن عفان وأبي بكر الصديق وغيرهم، ويعتبر من الروُاة الذين استندوا إليه الجماعة في رواية الحديث عنه، ويذكر بأنه قد أُسند له أكثر من ثلاثة عشر حديثاً | قال : الجُود: صفة، هي مبدأ إفادة ما ينبغي لا بعوض |
---|---|
وإن كان قد يسمَّى كلُّ واحد باسم الآخر مِن فضله | قال فيه النَّوويُّ فيه الحثُّ على الصَّدقة في وجوه الخير |
وقال : الجُود: إعطاء ما ينبغي لمن ينبغي.