حولت محكمة أخرى التهمة إلى تهمة ردة | حكم جعفر النميرى فى عام 1969 قد قاد النميرى انقلاب ضد الحكم بمساعدة العديد من قادة الجيش، وكان هو فى هذا التوقيت فى رتبة عقيد أركان حرب، وقد أعلن فى هذا الانقلاب سيطرة القوات المسلحة السودانية على الحكم، وانقسام قيادة الدولة تحت مجلسين الأول وهو رئيسها مجلس قيادة الثورة، والمجلس الآخر هو مجلس الوزراء |
---|---|
سقط نظام ثورة مايو واعتقل سدنته وتم التحفظ عليهم فور وقوع الانقلاب وتأمين منزل النميري خشية الاعتداء عليه، ثم أطلق سراح المعتقلين والسجناء السياسيين، بينما توجه النميري إلى مصر حين علم بالأمر وهو في طريقه عائدا من الولايات المتحدة | بدأت حكومة نميري أولا بالاهتمام بالمسيحية، وجعلت العطلة الأسبوعية في الجنوب يوم الأحد بدلاً عن يوم الجمعة، وسعت إلى تحسين علاقتها مع الكنيسة وبالتالي تحسين علاقات السودان بالغرب ومع البلدان الأفريقية المجاورة وفي مقدمتها إثيوبيا التي كانت تحتضن قادة التمرد الجنوبيين |
ثم دخل نميري أيضاً في مواجهة مع زعيم الأنصار في ذلك الوقت الامام الهادي من معقله في الجزيرة أبا جنوب الخرطوم، وانتهت هي الأخرى بمجزرة ضد الأنصار، طالت المئات بمن فيهم الامام الهادي الذي لاحقه جنود نميري وقتلوه على الحدود مع إثيوبيا شرقاً | وتم تشكيل لجنة حكومية لدراسة الهيكل الدستوري وكلف الدكتور جعفر محمد علي بخيت بوضع المسودة، على أن يساعده كل من منصور خالد وبدر الدين سليمان |
---|---|
تحدث عن طفولته وشبابه في إحدى المرات قائلا :" أتذكر قساوة الحياة التي عشناها وأتذكر في الوقت نفسه كيف أن مرتب والدي عندما أحيل إلى المعاش لم يتجاوز تسعة جنيهات، وبسبب ضآلة هذا المرتب حرص والدي على أن يعلمنا، عشنا قساوة الحياة، ولكي يؤمن لي والدي فرصة الدراسة الكاملة فإنه طلب من أخي الأكبر أن تتوقف دراسته عند المرحلة المتوسطة ويبدأ العمل" | فعمل مصطفى، الأخ الأكبر براتب قدره أربعة جنيهات شهرياً، وأكمل نميري دراسته وتمكن من الالتحاق بالثانوية العليا، مدرسة "حنتوب الثانوية"، ولكن بسبب الظروف المادية الصعبة التي تواجه الأسرة بصورة لا تسمح بتوفير مطالب دراسته، قرر نميري بعد اكمال المرحلة الثانوية الالتحاق بالقوات المسلحة بدلا من دخول الجامعة |
وفي غضون ذلك ازدهرت الحركة الفكرية الإسلامية في السودان واكتظت الساحة السياسية بالأفكار والأنشطة والجماعات الإسلامية، كل يبشر بأفكاره بدءا بالأخوان المسلمين وجماعة انصار السنة مرورا بالطرق الصوفية المختلفة وانتهاء بالأحزاب التي دخلت الحلبة عن طريق طوائفها الدينية كالختمية والأنصار.