والموضوع لغةً: مــن الـوضـع ؛ وهو جعل الشيء في مكان ما، سواء أكان ذلك بمعنى الحط والخفض ، أو بمعنى الإلقاء والتثبيت في المكان ، تقول العرب : ناقة واضعة : إذا رعت الحمض حول الماء ولم تبرح ، وهذا المعنى ملحوظ في التفسير الموضوعي ، لأن المفسر يرتبط بمعنى معين لا يتجاوزه إلى غيره حتى يفرغ من تفسير الموضوع الذي أراده | وسوف نتناول المؤهّلات الذاتية في هذا الدرس، على أن نتناول المؤهّلات المعرفيّة والعلميّة في الدرس اللاحق |
---|---|
ولا عجب في أن عبد الله بن سبأ كان يهوديا وكان شيعيا وله فرقة الشيعة السبأية | ولقد كتب عن أيوب ومرضه ونسج حوله كثيرا من القصص وذلك تفسيرا للآية الكريمة وأيوب إذ نادي ربه أني مسني الضر وأنت ارحم الراحمين |
مراحل علم التفسير لم يصل إلينا علم التفسير هكذا، لكنه وصل عبر جهود جبارة وتطور أصيل، وذلك لأن العلماء الذين عملوا في هذا العلم يدركون أنهم يتعاملون مع أعظم الكلمات وأشرفها، وقد مر هذا العلم بعدة مراحل وهي: المرحلة الأولي عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بدأت هذه المرحلة وهي مرحلة النشأة في صدر الإسلام، وذلك لأنه لم يكن يوجد نص قرآني قبل أشرف الخلق، ولم يكن يسمى التفسير في حينه علما | كيف تأثر التفسير بالإسرائيليات : وكان من اثر ذلك تأثر التفسير بما يسمي بالإسرائيليات وهي الإخبار التي كان سندها مسلمة أهل الكتاب وهم كعب الأحبار وعبد الله بن سلام ووهب بن منبه أو ما أطلق عليهم اسم طائفة الأبناء وهم أبناء اليهود الذين سكنوا بلاد اليمن ثم اسلموا |
---|---|
ويعرف أن أول من مارس هذا العلم هو صلى الله عليه وسلم، وعلمه للناس فقد كان هو المصدر الأول لفهم كتاب الله وتبيينه، وكان منهج هذه المرحلة أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يفهم القرآن لأصحابه ويبين لهم ألفاظه | ثانياً: التفسير الإجمالي : وهو بيان الآيات القرآنـيــة بالتعرض لمعانيها إجمالاً مع بيان غريب الألفاظ والـربــط بين المعاني في الآيات متوخياً فـي عرضها وضعها في إطار من العبارات التي يصوغها مـن لفظه ليسهل فهمها وتتضح مقاصدها، وقد يضيف ما تدعو الضرورة إليه من سبب نزول أو قصة أو حديث ونحو ذلك |
ومن هذه العلوم الآتي: وهو علم يُعرَف به كيفيّة تركيب الكلام، وما يتعلّق بالألفاظ من حيث وقوعها فيه على مقتضى الكلام العربي الصحيح 2.
وكان رسول الله صلي الله عليه وسلم ينتظر الوحي ليبين له المجمل من الأحكام | وكلاهما بحر و لا ساحل له ، لا تكاد تنتهي موضوعاته أو تقـف عند حد |
---|---|
وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ | وهذا اللون من التفسير الـمـوضوعي هو المشهور في عرف أهل الاختصاص ، وحتى أن اسم التفسير الموضوعي لا يكاد ينصرف إلا إليه ، والمتتبع لهذا يجده جلياً، وسبب ذلك يتلخص في أمرين : ا - غزارة الموضوعات التي طرقها القرآن وأشبعها دراسة وبحثاً |
ومن أمثلة بيان الرسول -عليه الصلاة والسلام- معاني القرآن عندما أُشكل على الصحابة معنى البياض والسواد في قوله تعالى: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ، حتى إن أحد الصحابة وهو عدي بن حاتم أخذ خيطين حقييين ووضعهما تحت وسادته ليجعل لهما علامة على الإمساك للصيام، فلم يرَ سواداً ولا بياضاً، فذهب للرسول عليه الصلاة والسلام وأخبره بما فعل، فقال له الرسول -عليه الصلاة والسلام: إنَّ وسادَك لعريضٌ، إنما هو سوادُ الليلِ وبياضُ النهارِ ، وهناك العديد من الأدلة على تفسير الرسول لمعاني القرآن المُبهمة.
27