قالَ: فأخبِرني عنِ الإحسانِ | وله في اللُّغةِ استِعمالانِ: الاستِعمالُ الأوَّلُ: أن يتعدَّى بنَفْسِه، فيكونُ معناه التأمينَ، أي: إعطاءَ الأمانِ، وآمَنْتُه ضِدُّ أخَفْتُه |
---|---|
وأثبت صفة العزة لله، فهل إبليس مؤمنٌ أو كافرٌ؟ كافر، لماذا؟ لأنَّه لم يخضع لله، ولم يستجب وينقاد ويستسلم ويسجد لآدم، فما نفعته معرفته لما زايله الخضوع، إذاً: هذه القلوب التي تعرف الله وتعرف نبيَّه لم يُكتب لها اسم الإيمان، ولا يجب أن تُعطى اسم الإيمان بمجرد علمها ومعرفتها بالحقِّ إذا ما قارن هذا العلم القلبي الخضوع لله ورسوله وطاعة الله ورسوله | قال: صدقت، قال: فعجبنا له يسأله ويصدقه، قال: فأخبرني عن الإيمان ؟ قال: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره |
الإيمان بالكتب هو التصديق الجازم بجميع التي أنزلها الله -تعالى- على رُسله، والإقرار بوجودها، قال -تعالى- آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ ، فالكتب السماوية المنزلة من الله تُخرج الناس من الظلام إلى نور الهداية والحقّ، وتتضمّن تشريعات الله -تعالى- وأوامره ونواهيه، وفيها الترغيب بجنّات النعيم والترهيب من عاقبة الظالمين، قال -تعالى-: الر كِتابٌ أَنزَلناهُ إِلَيكَ لِتُخرِجَ النّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النّورِ بِإِذنِ رَبِّهِم إِلى صِراطِ العَزيزِ الحَميدِ ، والكتب السماوية خمسة، وهي: التوراة، والإنجيل، والزبور، وصُحف إبراهيم وموسى، والقرآن الكريم المُنزّل على خاتم النبيّين محمد -صلى الله عليه وسلم-، وقد تكفّل الله -تعالى- بحفظه دون غيره من الكتب السماوية، فلا يجوز العمل إلا به لأنّه يخلوا من التّحريف والتأوييل.
25ولم ينس النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يزيل دهشة أصحابه من هذا السائل الغريب، فأخبرهم بأن ذلك السائل ما هو إلا جبريل — عليه السلام - أتاهم يعلمهم دينهم | قالَ: الإيمانُ أن تُؤْمِنَ باللَّهِ، وملائِكَتِهِ، وَكُتبِهِ، ورسلِهِ، واليومِ الآخرِ، والقدرِ كلِّهِ؛ خيرِهِ وشرِّه |
---|---|
أربعة أمور لا بد منها لتحقيق الإيمان بالله يتضمن أربعة أمور، فمن آمن بها فهو المؤمن حقاًّ | لأنهم جميعاً اختارهم الله ، واختيروا من سائر الخلق ، وذكر بعض صفات الأنبياء والمرسلين ، ومنها: الذكورة فيكون الرسول أو النبي ذكراً فلا يجوز لذلك |
وأمَّا لَفظُ الإيمانِ فلا يُستعمَلُ إلَّا في الخبَرِ عن غائبٍ؛ لم يُوجَدْ في الكلامِ أنَّ من أخبر عن مُشاهدةٍ، كقَول: طَلَعت الشَّمسُ وغَرَبت؛ أنَّه يقال: آمَنَّاه، كما يُقالُ: صَدَّقناه.
20