و ننصحك اخي السائل ان كنت قد القيت السلام علي احد او جماعه من الناس و لم يردوا عليك الا تتوقف عن تلك العاده الحميده و الا تعاملهم بمثل ما عاملوك به , فتلك هي صفات النبي علي الصلاة و السلام و يجب علينا جميعا ان نتحلي بها | كلكم يعلم: أن سيدنا عمر -رضي الله عنه- حينما كان يمشي في المدينة، رأى مجموعةً من الغِلمان، لما رأوه تفرقوا، إلا واحداً منهم, قال: يا غلام لمَ لمْ تهرب مع من هرب؟! وكذلك لا يجوز أن تطرح السلام على من يقرأ القرآن، فالأولى ترك السلام عليه |
---|---|
الحق الخامس: تشميت العاطس: ذلك أن العطاس نعمة من الله؛ لخروج هذه الريح المحتقنة في أجزاء بدن الإنسان، يسر الله لها منفذاً تخرج منه فيستريح العاطس، فشرع له أن يحمد الله على هذه النعمة، وشرع لأخيه أن يقول له: "يرحمك الله"، وأمره أن يجيبه بقوله: "يهديكم الله ويصلح بالكم"، فمن لم يحمد الله لم يستحق التشميت، ولا يلومن إلا نفسه | بقي علينا موضوع القيام: يقول عليه الصلاة والسلام: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَمْثُلَ لَهُ عِبَادُ اللَّهِ قِيَامًا, فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ هذا رأي الأحناف في موضوع السلام على الشابة الأجنبية : الآن: هناك حكم رد السلام على الأخت المسلمة: جاء في حاشية ابن عابدين الحكم التالي : إذا عطست شابةٌ مسلمةٌ في حضرتك فلا يجوز أن تشمِّتها -يرحمك الله, هذه ليست واردة إطلاقاً- ولا يسلم عليها, فإذا سلمت عليه يرد السلام بلسانه إن كانت متقدمةً في السن، وبقلبه إن كانت شابة، إذا سلَّمت امرأةٌ أجنبيةٌ على رجل, إن كانت عجوزاً رد عليها بلسانه بصوتٍ يسمع، وإذا كانت شابة رد عليها في قلبه، وإذا سلم الرجل على امرأةٍ أجنبية، فالجواب فيه تماماً بالعكس، إذا كان المسلم شيخاً كبيراً ردت عليه السلام بلسانها، فإن كان شاباً ردت عليها السلام بقلبها |
قال بعضهم: لا، لكن هو أحب إلي, فمن منكم يصَّدق أن أصحاب النبي -عليهم رضوان الله- كان الصاحبان إذا مشيا معاً, وفرقت بينهما شجرة, يقول أحدهما للآخر: السلام عليكم؟.
4انتهى وقد دل على استحباب إلقاء السلام قوله صلى الله عليه وسلم: لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم: أفشوا السلام بينكم | من لم يكن في زيادة فهو في نقصان، والمغبون من تساوى يوماه فالإنسان يجب أن يراقب نفسه، في تبدل أحواله إلى الأحسن، في معلوماته، بمواقفه، ببذله، بتضحيته- |
---|---|
من آداب السلام : من آداب السلام : أن يسلِّم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير | فهذا الصحابي الجليل الذي ندين جميعاً له في قراءة القرآن، حينما دخل النبي -عليه الصلاة والسلام- المدينة مهاجراً, كانت سِنُّه لا تزيد عن أحد عشر عاماً، وأسلم الصبي الصغير مع المؤمنين، وبارك دعوة النبي -عليه الصلاة والسلام- وصحبه أبوه معه إلى غزوة بدر، ولكن النبي -عليه الصلاة والسلام- رده لصغر سنه |
من يتعاطى خوارم المروءة؛ أي كل عملٍ يخل بمروءة الإنسان، من جراء هذا العمل يجب أن يشعر هذا العاصي أنه منبوذ اجتماعياً.
6على كلٍ؛ من حِكَمِ السلام أنه به تستكسب الود وتستدفع المكروه، قد يلقاك شخص شرير، فإذا سلمت عليه انطفأت شرته، فالسلام أحياناً تستجلب به المودة أو تستدفع به المكروه ، فإذا كان شخص يخشى شره وسلَّمت عليه وكنت معه لطيفاً، ربما صرف النظر عن إيذائك, هذا من حكمة السلام | روى البخاري 1240 ومسلم 2162 |
---|---|
ومن التضعضع له: أن تقبَّل يده من أجل الطمع في المال أو الثروة أو الشوكة أو الجاه، هذا أيضاً مكروهٌ كراهةً شديدة، بل إن بعض العلماء ومنهم النووي, قال: حرام | وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله : إذا قال الكاتب في مقاله في الصحيفة أو المجلة , أو المؤلف في كتابه , أو المذيع في الإذاعة أو التلفاز : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , فهل يلزم السامع له الرد عليه من باب أن رد السلام واجب ؟ فأجاب : " رد السلام في مثل هذا من فروض الكفاية ; لأنه يسلم على جم غفير فيكفي أن يرد بعضهم , والأفضل أن يرد كل مسلم سمعه لعموم الأدلة " انتهى |
أي أن هذا الصغير إذا عرف أن المسلمين يقدِّرونه، ويقدرون وجوده في المسجد، ويحبون وجوده في المسجد، ويكرمون وجوده في المسجد، فإنه ينشأ على حب بيوت الله، وهذا الشاب الذي تعلَّق قلبه في المساجد من السبعة الذين يظلهم الله تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله.