فحملته على هجين كان معي، فقال: يا أبا قدامة، اقرضني ثلاثة أسهُم، فقلتُ: هذا وقتُ قرضٍ؟ | فلم يتقدم أحد من هذا الطعام، فعلمت مراد ابنها فقالت: بني، من مبلغك عني أنك وعظتني فاتعظت وعزيتني فتعزيت فعليك السلام حياً وميتاً |
---|---|
قَالَ مَحْمُودٌ : فَقُلْتُ لِجَابِرٍ : أُرَاكُمْ لَوْ قُلْتُمْ وَاحِدٌ لَقَالَ :وَاحِدٌ ؟ قَالَ : وَأَنَا ، وَاللهِ، أَظُنُّ ذَلِكَ | إني لأرجو أن الذي أذهب إليه خيراً مما أنا فيه |
فعند موت الطفل وهو في مراحلةِ المُبكرة يغمُرُ قلب الوالدين الاسى والحُزن العميق ولكن عليك تذكيرهم أن الطفل س يكونُ شفيعاً لوالدية يوم القيامة ان شاء الله، فاختر مايبعثُ الراحة والسكينة في قلوبهم من الاتي.
3ونوصيكم بالصبر والاحتساب، والتعاون على البر والتقوى، والاستغفار لوالدكم، والدعاء له بالفوز بالجنة والنجاة من النار، والمسارعة لقضاء دينه إن كان عليه دين، كما نوصي زوجاته جميعاً أن يبقين في بيوتهن حتى تنتهي العدة، والله سبحانه يقول: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}، جبر الله مصيبة الجميع، وضاعف لكم جميعاً الأجر، وغفر لوالدكم، وأسكنه فسيح جنته، إنه سميع قريب، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته | ولا يخفى على الجميع أن الموت طريق مسلوك ومنهل مورود، وقد مات الرسل وهم أشرف الخلق عليهم الصلاة والسلام، فلو سلم أحد من الموت لسلموا، قال الله سبحانه: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ}، والمشروع للمسلمين عند نزول المصائب هو الصبر والاحتساب والقول كما قال الصابرون: {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}، وقد وعدهم الله على ذلك خيراً عظيماً، فقال: {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}، وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيراً منها إلا أجره الله في مصيبته وخلف له خيراً منها |
---|---|
عَنْ أَبِي إِيَاسٍ ، وَهُوَ مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ؛أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ، وَمَعَهُ ابْنٌ لَهُ ، فَقَالَ لَهُ : أَتُحِبُّهُ ؟ فَقَالَ : أَحَبَّكَ اللهُ كَمَا أُحِبُّهُ ، فَمَاتَ ، فَفَقَدَهُ ، فَسَأَلَ عَنْهُ ، فَقَالَ : أَمَّا يَسُرُّكَ أَنَّهُ لاَ تَأْتِي بَابًا مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ تَسْتَفْتِحُهُ ، إِلاَّ جَاءَ يَسْعَى حَتَّى يَسْتَفْتِحَهُ لَك ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَلَهُ خَاصَّةً أَمْ لِلنَّاسِ عَامَّةً ؟ قَالَ : لَكُمْ عَامَّةً |