الذي واجه حياة شديدة الصعوبة منذ طفولته ولكنه نجح | و جاء في كشف الغُمة : |
---|---|
فموت أبي طالب وخديجة كان بمثابة هدم حصن حصين ذي ركنين ثابتين بالنسبة إلى النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ في تلك الظروف، ولذلك سميت تلك السنة بعام الحزن | الموقع تحت إشراف المؤرخ الإسلامي، الأستاذ الدكتور راغب السرجاني |
و يدل على ذلك ما رواه العياشي في تفسيره عن سعيد بن المسيب ، عن علي بن الحسين عليه السَّلام ، قال : " كانت خديجة قد ماتت قبل الهجرة بسنة , و مات أبو طالب بعد موت خديجة بسنة ، فلما فقدهما رسول اللّه صلى الله عليه و آله سئم المقام بمكة و دخله حزن شديد , و أشفق على نفسه من كفار قريش , فشكى إلى جبرئيل ذلك , فأوحى الله إليه : يا محمد اخرج من القرية الظالم أهلها , و هاجِر إلى المدينة فليس لك اليوم بمكة ناصر " | فقالت فاطمة عليه السَّلام : إن الله هو السلام ، و منه السلام ، و إليه السلام " |
---|---|
فتكون نتيجته أن يصبح يوسف عزيز مصر |
هذه حقيقة هامة، والحقيقة الأخرى التي تتعلق بهذه المرحلة من حياته،ـ صلى الله عليه وسلم ـ، هي أن البعض يحسب أن حزنه الشديد، كان لمجرد فقده لعمه وزوجته، وربما استساغوا إقامة علامات والحداد على موتاهم مستدلين بهذا، وهذا خطأ، صحيح أن على فقد القريب الحامي لدعوة الحق، وعلى فقد الزوجة المؤمنة المخلصة، حزن تقتضيه طبيعة حب الدعوة والإخلاص لها، والوفاء للزوجة المثالية في تضحيتها وتأييدها، وقد كان هذا من أسباب حزنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
15إذ كان حرصه ـ صلى الله عليه وسلم ـ على هداية الناس، وحزنه على أن لا يؤمنوا بالحق الذي جاء به، أمرا غالبا على نفسه، ومن أجل تخفيف هذا الشديد على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كانت تنزل الآيات القرآنية مواسية له، ومذكرة إياه بأن الهداية من الله، وأنه ليس مكلفا بأكثر من التبليغ، فلا داعي لأن يذهب نفسه على الذين لم يهتدوا حسرات، قال تعالى: { أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ } فاطر:8 ، وقال تعالى :{ إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ } القصص:56 | |
---|---|
قَالَ: فَنَزَلْنَا فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو النَّاسَ إِلَى تَوْحِيدِ اللهِ عز وجل وَالإِيمَانِ بِهِ، وَهُمْ يَرُدُّونَ عَلَيْهِ وَيُؤْذُونَهُ، حَتَّى انْتَصَفَ النَّهَارُ وَانْصَدَعَ عَنْهُ النَّاسُ، وَأَقْبَلَتِ امْرَأَةٌ قَدْ بَدَا نَحْرُهَا تَحْمِلُ قَدَحًا وَمِنْدِيلًا، فَتَنَاوَلَهُ مِنْهَا وَشَرِبَ وَتَوَضَّأَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَقَالَ: « يَا بُنَيَّةُ خَمِّرِي عَلَيْكِ نَحْرَكِ، وَلَا تَخَافِي عَلَى أَبِيكِ» |
وتمّت بيعة مسلمي المدينة الثانية مع محمد ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ في العقبة بمنى في السنة الثانية، وتمت بها الاتفاقية العسكرية بين النبي وأنصاره من أهل المدينة.
22